إن كان الرائي ينوي سفرا ورأى أنه يطير بجناح أو جناحين فإن سفره يكون معززا ومريحا، أما إن كان بدون الجناح فإنه مشقة ومتعب، كذلك من طار من مكان حسن في معناه مثل المسجد أو الجبل أو مزرعة إلى مكان سيء مثل الأرض القاحلة أو منزل مهجور أو مكان فارغ فهو يعني التعب والمشقة والإسراف على النفس، والعكس فإن رأى كأنه يطير من مكان إلى آخر أفضل منه فهو الراحة والرفعة وتحقيق المطالب.
أما إن كان الطيران بالهواء بالمقلوب أي القفا فهو سفر في راحة وعدم مشقة، ومن لم يكن ينوي نية السفر وكان بهذه الطريقة في الحلم فيدل على البطالة، بينما رؤية الطيران بين سطوح المنازل أو من سطح بيت لسطح آخر فإنه يحصل على رفعة إذا كان المنزل الأخير أفضل أو أعلى في البناء من المنزل الذي كان به قبله، ويقال أنه يتدنى منصبه لو كان المنزل الأخير أقل في البناء والمظهر، ويفسر البعض أن الانتقال من سطح إلى سطح منزل آخر أنه انتقال من امرأة إلى امرأة أخرى لأن السطح قد يدل على النساء، فإما الزواج بزوجة أخرى فيصبح له زوجتان مثل أنهما سطحان، أو ينتقل إلى بيت جديد به امرأة جديدة مع فراق يطال القديمة إن وجدت.
أما عند رؤية المرأة أنها طارت في منامها من بيتها إلى بيت آخر يخص رجل سواء نزلت داخل البيت أو سطحه فإنها تتزوج ذلك الرجل، وإن حلمت فتاة عزباء أو غير متزوجة أنها طارت فهو أمر غير محمود يصيبها في أحد مواقف حياتها، ويقال أن كثرة الفرح في الطيران مصيبة لها.
قد تكون رؤية الطيران في المنام باطلة لمن هو في طبعه الغرور والأماني المستحيلة التحقق أو الحاسد لملك الناس، وقد تكون حتى لمن هم لا يملكون تلك الصفات هي مجرد أحلام وتفريغ لرغبة شخصية، ولكن لا بأس في معرفة تفسير الحلم حتى لو كان مجرد حلم ولا يدخل في باب الرؤيا التي قد يكون لها صلة بالواقع.
فمن يرى انه طار فوق جبل أو حلق أعلاه فإنه يحصل على سلطة ونفوذ ولو كان هنالك نزاع فإنه يفوز به حتى لو كان مع ملوك يصعب التغلب عليهم فإنه يفوز بلا تعب ويصبحون من الخاضعين لنفوذه، ولكن من يرى أنه يطير في السماء ويحلق بعيدا ويختفي ويتوارى في أعلى السماء فإن تفسير ذلك الموت، وكذلك من يطير من داره في الحلم إلى دار لا يعرف أهلها ومجهولة فهذه الدار تعني قبره، وكلما كان طيرانه سريعا في الهواء كان أسرع في تحقيق الرؤيا، أما إن طار من الدار المجهولة مرة أخرى ولم ينتهي الرؤيا بها فإنه سيمرض مرضا شديدا ويشرف على الموت لكنه يعافى بعدها.
التطرق لهيئة الطيران وشكله
وفي ذكر الطيران من الأسفل للأعلى فهو أفضل من السقوط أي من أعلى للأسفل، فمن طار بالارتفاع من الأسفل للأعلى فهو تحقيق أمنية له بقدر ما ارتفع عن الأرض، ومن طار بشكل مستقيم إلى أعلى مستويا فأن أموره وما يفكر به وما يريده من الدنيا سوف يستوي معه وتعتدل حياته بقدر ما ارتفع، أما من يطير من أرض إلى أرض أخرى فإنه شرف يناله وحسن ورفعة في الحياة برى بها ما تمنى، وعند الطيران بطريقة تشبه الطير الحقيقي مثل الحمامة أو العصافير في الهواء ويكون فيه كأنه يملك القرار أو مسئول عن أشياء في الأرض أو حكم على الناس في حلمه فإنه ينال منصبا وافرا ومركزا قويا في الحكم، أما من ثقل عليه الطيران وأصبح يصارع الطيران للانتقال من بلد إلى أخرى أو من أرض لأرض أو مكان لمكان فإن هذا الشخص يتمني مالا كثيرا ولكن لا يحصل عليه فمن كان يطير ورأسه في الأعلى وقدماه إلى الأرض في بداية طيرانه فهو أمر محمود ودل على الخير والرفعة بين الناس بقدر ما ارتفع بطيرانه، فمن كان ينوي السفر فهي الراحة، ومن كان مسافرا ومغتربا تعني العودة بسلام أو في تفسيرات أخرى أنه لن يعود لبلاده نهائيا لأن عودته شر له.
والطريقة الثانية من الطيران هي عندما يكون رأسه للأسفل ناحية الأرض وقدماه للأعلى بوضع أنه مقلوب طوليا، فهو دليل على أمور غير محمودة وشر ومصائب ومرض، فإن كان مريضا في حقيقته مات في مرضه، وإن كان مسافرا فسيصيبه التعب والمشقة وإن كان مغتربا عن بلاده فلن يعود إليها أبدا، أما إن كان مسجونا أو مأسورا فهو إما الإفراج عنه أو زيادة معاناته في الأسر.
ومن يرى أنه يطير فوق السرير أي يطير السرير معه وهو نائم به أو ينظر من خلاله إلى الأرض وهو يطير فهو يفسر بالمرض الشديد أو الموت أو القحط والفقر الشديد، ومن يطير بين السماء والأرض ولا يعرف سبب طيرانه فهو كثير التمني فقط، أما من يطيل الطيران ويذهب من مكان لآخر ويتجول كثيرا في عرض السماء والهواء فهو نيل الرفعة وشأن كبير أو يسافر براحة دون مشقة أو أنه يمشي أو يركب لمكان اعتاد الوصول إليه بحسن الأمل، ومن يطير فوق بيوت الناس والأزقة والطرقات التي يرى فيها الناس أو بيوت يسكنوها وليس شرطا رؤية البشر لأن البيوت دليل عليهم فإن ذلك رفعة له في البلاد أو كثرة للمال ولعمل الخير، أما إن كان قد رأى في طيرانه بيوتا لمكان غريب أو أناس لا يعرفهم أو وجد نفسه بين أناس غرباء فهو أمر ينال به السوء والشر أو مصيبة وشر وعذاب يصيبه.
وفي رؤية الطيران داخل المنزل، فان رأى أي شخص من ذكر أو أنثى أنه يطير داخل المنزل فإنه يعني أنه أفضل شخص في ذلك المنزل، ولكن إن رأى أشخاص غيره يطيرون فيكون ترتيب الأفضلية لمن هو أعلى ثم لمن هو أسفل منه، وإن طار في الهواء مع سرب من الطيور أو جماعة من الناس أو أشخاص يعرفهم فهو نيل الخير والمحبة والمودة من أولئك الناس، وإن كان لا يعرفهم فهي مصيبة قد تلحق بالرائي، ومن يرى أنه يمسك شيئا أو يملكه في المنام ثم يطير منه هذا الشيء فهو حسن التفسير لأنه يعني حصوله على أمر أكثر خيرا مما ط